هذا الكتاب بالإضافة لأهميته الكبيرة في التأريخ للشمال الشامي وخصوصاً حلب العريقة، فهو يرقى لدرجة الوثائقية بما يخص الغزو المغولي وخصوصاً للديار الشامية، ناهيك عن أهميته البالغة في حفظ الكثير من النصوص التراثية التي اندثرت أو كادت تندثر عقب الغزو المغولي الهمجي لديار الإسلام. يتميز الكتاب، الّذي بين أيدينا، بأنه جامعٌ لجُملة من العلوم والمعارف والفنون؛ وهو وإنْ كان موضوعه الأساسيّ التَّرجمة للأعلام والنَّابهين في شتَّى حقول المعرفة والآداب وأرباب الحُكم والسِّياسة ومَن يجري مجراهم ممَّن اتّصلت علاقتهم بإقليم حلب، إمَّا بالسُّكنى أو العبور منها، فإنَّه يشتمل على معارف متنوّعة تتوزَّع بين علوم الدِّين ورواية الأحاديث وعلوم الأدب؛ منثوره ومنظومه، ومسالك البُلدان، خاصَّة ما يقع في شمال بلاد الشّام، أما فائدة الكتاب وأهمّيته بين أقرانه فهي جليّة واضحة، يُدركها المشتغلون بالتّاريخ جُملة، لأصالة مادّته وتفرّده بكثير من المعلومات والأخبار الّتي لم ترد عند غيره، ومنهجه في نقد الرِّوايات والنُّصوص وترجيح الصّواب.